قصة الأسبوع-الفزاعة


في يوم من الأيام جرح صياد عصفورا في جناحه، استطاع العيش بما كان يلتقطه من الأرض حتى جاء الشتاء ببرده القارس.
في صباح يوم بارد، كان العصفور يبحث عن شيء يلتقطه، وقف على كتف الفزاعة. كانت الفزاعة لطيفة جدا وصديقة للطيور والحيوانات. كان جسمها من القش ملفوف داخل فستان عتيق، رأسها يقطينة صفراء، أسنانها حبات ذرة، انفها جزرة وعيناها جوزتان.
ما بالك ايها العصفور؟ سألت الفزاعة بكل لطف.
حالي سيء ان البرد يقتلني - اجاب العصفور- وليس لي مأوى. هذا بغض النظر عن الطعام فانا لن ارى الربيع المقبل.
لا تخف اختبىء تحت معطفى، ان القش جاف ودافيء.
وهكذا وجد العصفور بيتا في قلب الفزاعة الدافيء. وبقيت مشكلة الاكل، اذ تعذر على العصفور ان يجد حبوبا يلتقطها. وفى يوم شديد البرودة قالت الفزاعة بلطف للعصفور:
ايها العصفور كل اسناني فهي من الذرة اللذيذة!
لكنك ستبقين بدون فم - قال العصفور
سأكون اكثر حكمة - اجابت الفزاعة
بقيت الفزاعة دون فم، لكنها كانت سعيدة لان صديقها العصفور حي وكانت تبتسم له بعيناها "الجوزتين"
وبعد بضعة ايام كان دور انفها "الجزري"
كل انفي فهو مليء بالفيتامينات، قالت الفزاعة للعصفور
وحان دور الجوزتين . "تكفيني حكاياتك" قالت الفزاعة
واخيرا قدمت الفزاعة للعصفور اليقطينة التي كانت تكون رأسها.

ولما جاء الربيع لم يكن هناك للفزاعة اثر، اما العصفور فكان حيا وطار يحلق في زرقة السماء.