كرمل القديس يوسف - عسفيا

  • على شجرة الكرمل
  • إننا في الرهبنة الكرملية ونريد أن نكون منها
  • "التأصل في أرض الكرمل"
  • "أن نقاسم إخوتنا محبة إلهنا اللامتناهية: حنانه ورأفته ورحمته".
  • "أن نشارك البشر حياتهم الواقعية بالعمل والخدمة"
  • "علينا أن نحيا حياة جماعية، نبحث عن الله وخدمة إخوتنا البشر"
  • "علينا أن نصغي إل الله وأن نعلن عنه لنعود فنصغي إليه مجدداً"


  • على شجرة الكرمل

    أديرة الكرمل مَشارفٌ للصلاة، ومنائر للإشعاع الروحي الواسع...

    على شجرة الكرمل الباسقة نمت فروع عديدة منذ أن أعطت القديسة تريز دلفيلا الأم ذات القلب المضطرم لالتزام الرهبنة بالدعوة التأملية كامل أبعاده الرسولية. من هذه الفروع كرمل القديس يوسف.

    إن الراهبة ليونتين جار هي التي أسست هذه الرهبنة عام 1872 في فرنسا. ولقد ظهر في نظرة المؤسسة وجهان متكاملان لدعوة واحدة،


    الوجه الأول: البعد التأملي "إنه لحي الرب الذي أمثل أمامه". (سفر الملوك 17/1)

    والوجه الثاني: الانفتاح على العالم في إطار عمل رسولي ينطلق أبداً من قلب الصلاة. "غيرة بيتك أكلتني يا الله". (سفر الملوك 19/14)
    ومنذ البداية صلة الرهبنة بالعذراء مريم قوية جداً لأن مريم صورة عن دعوته التأملية والرسولية في آن واحد.
    إن هذه الرهبنة منتشرة في أوروبا وفي أفريقيا ومدغشقر والشرق الأوسط وفي إسرائيل في عسفيا على جبل الكرمل.



    إننا في الرهبنة الكرملية ونريد أن نكون منها

    إن الإصرار على انتمائنا إلى رهبنة الكرمل عبَّر منذ البدء أي منذُ إنشاء الجمعية عن رغبة المؤسسة ليونتين جار (الأخت مرغريت مريم قلب يسوع)، فلقد أبصر كرمل القديس يوسف النور عام 1872 في فرنسا، في سان مارتان بل روش Saint Martin Belle Roche القرية الصغيرة في مقاطعة ماكوني ولقد برز في نظرة المؤسسة وجهان متكاملان لدعوة واحدة، الأول: البعد التأملي، والثاني: الانفتاح على العالم في إطار عمل رسولي ينطلق أبداً من قلب الصلاة.
    وبهذا المعنى وردت في قانوننا دعوةٌ إلى أن نصير، في وحدة لا تنفصم، نساءً يسكنهن هاجس الصلاة، ويبذلن ما في وسعهن لأجل الكنيسة ومجد الله، اخترن الصلاة درباً يؤدي بهن إلى النمو في المحبة التي تهبنا نعمة خدمة الله، وخدمة البشر إخوتنا.



    "التأصل في أرض الكرمل"

    إن رهبنة الكرمليات للقديس يوسف هي رهبنة "من يشاهد وجه الرب ويتأمل في شريعته نهاراً وليلاً فيبقى ساهراً في الصلاة المستمرة أي دائم الانتباه إلى حضور الله فيه وفي الكنيسة وفي العالم".
    كانت القديسة تريزيا تردد " إن قانوننا يدعونا منذ الأصل إلى الصلاة بلا انقطاع" والكنيسة ترى في الكرمل الرهبنة التي ترغب في أن تحيا الصلاة المسيحية بعمل وكثافة وفي أن تجعل في نظام حياتها شهادة حية لها.
    ولذا فإن الصلاة تحتل في حياتنا مكان الصدارة. والتأمل هو في صميم حياة الصلاة هذه. يساعدنا في الانصراف إلى الله ما في نظام حياتنا من فسحات واسعة مكرسة للصمت والخلوة.
    أما الاحتفال بالليتورجيا وتلاوة القراءات المقدسة تلاوة تأملية مُحِبة، فإنها تغذي تأملنا، وكلاهما، الليتورجيا والتأمل، يقوداننا إلى صلاة مستمرة تسعى إلى تحويل حياتنا إليها.
    إن الكرمل يعلم أن اللقاء بالرب يجري عبر الصحراء، مكان الصراع والهداية. هذه الصحراء التي قبل أن تكون مكاناً وزمناً، هي بُعد أساسي في حياتنا، فراغ داخلي، وطريقة للفقر والتجرد، وعبور من الاطمئنان إلى الأمل، ودخول تدريجي في الانعزال الحقيقي القائم على الانقياد للروح القدس في طريق تحرير القلب. إن الله هو الذي يقودنا إلى الصحراء، وهو الذي يعمقها فينا وهو الذي يأتي إلى ملاقاتنا فيها.



    "أن نقاسم إخوتنا محبة إلهنا اللامتناهية: حنانه ورأفته ورحمته".

    على خطى إيليا النبي بعيش الكرمل في حياة جوع ملتهب وعطش وتوق إلى مجد الله.
    "اللهم أعلن وجهك لكافة البشر ليعرفوك ويحبوك



    "أن نشارك البشر حياتهم الواقعية بالعمل والخدمة"

    إن الصلاة حضور واقعي للعالم. إننا نلتقيهم في أعمق وجدانهم وحياتهم المتعطشة إلى العدل والمساواة. "خدمتنا" لهم هي في أن نسير معهم لملاقاة إلهنا فنشترك معهم في حنانه اللامتناهي والدائم. كلنا مدعوات إلى أن نعلن بحياتنا عن الله لبعضنا بالتبشير بالكلمة، والبعض الآخر بعمل مهني وبعضنا أيضاً بالصلاة الخاشعة. فنترجم عن دعوتنا الرهبانية بشتى المجالات يدفعنا دوماً الروح القدس والصلاة: استقبال الناس للصلاة والتعمق الروحي، التعليم المسيحي، المقاسمة في النشاطات الرعائية، الانتباه بنوع خاص للضعفاء والمساكين، الحضور للعالم الثالث... وإن حياة الصلاة هي التي تقودنا إلى اختيار نوع معين من الالتزام الحياتي، حتى ولو كان لفترة محددة من العمر.
    وهكذا فالعمل والمشاهدة أمران لا ينفصلان عن بعضهما.
    إن المشاهدة مصدر قوة هائلة للعمل وفي العمل.



    "علينا أن نحيا حياة جماعية، نبحث عن الله وخدمة إخوتنا البشر"

    نحن لا ننطلق لملاقاة إلهنا منعزلين بعضنا عن بعض فلقد اخترنا أن نسعى مع أخوات لنا في حياة كلها مشاركة وصداقة. والجماعة التي نكونها هي ذاتها منفتحة على احتياجات العالم.
    فهي التي في الصلاة تتقبل غيرة مجد الله، وهي التي تدفعنا إلى العالم. كلنا مدعوات للإعلان عن الله بحياتنا.



    "علينا أن نصغي إل الله وأن نعلن عنه لنعود فنصغي إليه مجدداً"

    "إنه لحيٌ الرب الذي أمثُلُ أمامه" (سفر الملوك)
    "غيرة بيتك أكلتني يا الله" (سفر الملوك)
    وهذه "شهادة حياة" إحدى راهباتنا عشية نذورها المؤبدة، قالت: أظن أن الرب يسوع، حين دعاني إل الكرمل، أراد أن يقودني إلى الصحراء لكي "يحدث قلبي" وهذه الرغبة الأولى التي طبعها فيَّ بألا أفتش إلا عنه "وجهاً لوجه" في الصلاة لا تزال حية اليوم فيَّ وهي بالنسبة إليَّ ينبوع الفرح والاندفاع.
    "لا يمكننا أن نحيا في الصحراء إلا إذا عرفنا أن هناك بئراً مختبأً فيها، وهي انعزال جامد وبارد لولا عليقة نار تحترق فيها، وصمتها امتلاء حين يسكنها الكلمة، والنداء الذي سمعته في الصحراء هو هذا: أن اقبل يوماً بعد يوم أن تتملكني كلمة الرب الحي، وأن أقبل الاحتفاظ بها كأنها كنز غالي الثمن، وأن أتغذى منها.
      ولكن الرب يدفعني إلى أكثر من ذلك في قلب هذا النداء: علينا أن نجاهر بأننا سمعنا الله، عبر صحراء عالمنا، وأن نبشر به بحركة صلاتنا ذاتها وأن نُشرك إخوتنا البشر باكتشافنا هذا. لأن الرب الذي أحاول أن يتذوقه معي إخوتي البشر بالمعرفة والحب هو نار كلة، ويتجاوب مع تطلعات البشر وجوعهم وعطشهم.
    صلتنا بالعذراء مريم

    منذ البداية كانت ولا تزال صلة الكرمل بالعذراء مريم، أم يسوع وأم البشر، قوية جداً. إن مريم صورة من دعوتنا التأملية والرسولية في آن واحد، فنحن نسر في حماها ومعها. إننا غالباً ما نعود إليها بالصلاة والحب لكي نسلمها قلبنا فتجعله على مثال قلبها فتوسعه حتى حدود العالم ونسألها أن تُدخلنا في سر أعماق محبتها لله.
    إن رهبنة الكرمليات للقديس يوسف منتشرة في أوروبا وفي أفريقيا ومدغشقر وآسيا.
    ومن أديرة الشرق الأوسط يمكننا أن نذكر لبنان حيث توجد مدرسة تشمل كافة مراحل التعليم.
    أما في سوريا فنحن:
    1. في اللاذقية.
    2. وفي عين حلاقيم.

    تقوم بالخدمات الراعوية والإرشاد الاجتماعي والتعليم المسيحي. ونحن دائمات الحضور بين المحتاجين، صغاراً وكباراً.