صلاة إلى القديس يوحنا الصليب

  • الأب ميشال حداد الكرملي


  • الأب ميشال حداد الكرملي

    يا يوحنا الصليب، أيها المعلم في الإيمان، والشاهد للإله الحي، الذي لم تكن لك رغبة أخرى سوى مشابهتك ليسوع المصلوب. فحملتَ الصليب، وتألمتَ وعوملتَ بقسوة وأُهنتَ، وكان اشتياقك إلى الآلام لا يفوقه اشتياق، بل كان قلبك السخي، العامر بالحب، يفيض فرحاً في معظم العذابات البليغة والأحزان الشديدة، حتى إنكَ، جواباً على سؤال يسوع المسيح لك:" أية مكافأةٍ تريد لقاء محبتك الشديدة لي؟ أجبتَ: أن أكونَ معذّباً لأجلك، ومحتقراً ومعدوداً كلا شيء".

    أيها الكرملي المُصلح الأول مع القديسة تريزا ليسوع، داوم على تجديد ما يجب تجديده وإصلاح ما يجب إصلاحه من تراخٍ أو فتور في الحياة الرهبانية، فنعودَ إلى ينابيع الإنجيل ونهج الرسل والقديسين الذين شعوا في حياة الكنيسة والعالم.

    أيها الكاتب الروحي، والشاعر العبقري، ومعلم الكنيسة في الحياة الروحية، أي "الحياة الإلهية في الإيمان والرجاء والمحبة"، زدنا تقدماً في تلك الفضائل الإلهية، خاصة فضيلة المحبة " التي سوف نُدان عليها في مساء حياتنا"، وقد قلتَ يوماً:" حيث لا محبة، ضع المحبة، فتجد محبة".

    أيها الخبير في الحياة الروحية، والكرملي المتصوف، الذي ارتقى إلى أسمى درجات الاتحاد بالله، أنت العاشق السكران بحب الصليب والمصلوب عليه، أتوسل إليك أن تنصت إلى أدعيتي، وأن تقود مسيرتي الروحية، فأصبح على مثالك عاشقاً للصليب، صبوراً مضحياً، متواضعاً، متقشفاً، مستحضراً الله في كل عمل وقول، فيمكنني إذاك أن أشاركك في المجد الأبدي.

    فيا أيها القديس النوراني، أتوسل إليك، أن تتنازل وأنت في ذلك المجد الذي نلته بالآلام أن تشفع بي، وتنال لي من الله نعمة تساعدني على تحمل الآلام والعذابات في هذه الدنيا، والانتصار على التجارب بالتوبة، وعلى الشدائد والمحن بالصلاة ونعمة الصبر، وعلى البغض بالمحبة والغفران. ففي تلك الوسائل الناجعة، أستطيع الوصول إلى الفوز، على مثالك بذلك الإكليل المجيد الذي أعدَّ لي في السماء. مين

                                                          يا يوحنا الصليب          صلي لأجلنا