طريقة بسيطة للصلاة


هذا المنهج يتبع نمطاً منظّماَ كالآتي: ليس ضرورياً بالنسبة لجميع الأشخاص، لأن الصلاة هي عمل إلهي، لكنه مفيد لأن الصلاة تتطلّب خبرة. يجب اعتماده في البدايات، واهماله عندما نصل إلى المستوى اللاهوتي. يمكننا اختيار هذا المنهج أو بعض عناصره التي تناسبنا.


مراحل الصلاة العقلية

 الخطوة الأولى : التحضير

التحضير الأول :
* أن تتّسم حياتنا بمقاصد ثابتة بأن نُرضي الله.
* أن نحيا في حضرة الله قدر الإمكان خلال النهار.
* أن نسعى دائماً لتنظيم نشاطاتنا.

التحضير المباشر:
* الراحة الجسدية.
* التركيز العقلي.
*النشاط اللاهوتي : إيمان، رجاء، محبة.

الخطوة الثانية : العبور

· القراءة : قراءة كلمة الله أو أحداث حياتنا اليومية (وهي الأحداث، الآلام، المصاعب، المشاكل أو أي
  شيء من خلال حياتنا اليومية، كله يمكن أن يكون  موضوع حوار مع الله).
· التأمل : التفكير، التأمل، توضيح سرّ الله وعلاقتنا الشخصية به.

الخطوة الثالثة: قلب ومركز الصلاة

· الحوار الودّي : علاقة متبادلة مع الرب. نتكلّم مع الله ونصغي إليه في الصمت.
· إستحضار الله في الحب: الحدس في الإيمان والحب، التأمل اللامتناهي، الإستجماع؛ يجب أن نسعى
  جهدنا للوصول إلى هذه اللحظة.

الخطوة الرابعة : لحظات إختيارية.

* الوعد: خلاصة عملية تنقلنا من الإعتبار إلى العمل، من الحدس إلى تبديل المواقف، من الحب إلى لذة
   تذوّق الله، من الرغبة والشوق إلى القرار والعمل. 
* الطلب: إنّ وعينا لضعفنا الشخصي، وموقفنا أمام المشروع والتحوّل في مواقفنا، يحملنا على طلب
   نعمة الرب بتواضع. 
* الشكر: أمام هذا العطاء حيث إن الله الذي يعطي ذاته، يدعنا نتعرف اليه، يدخل في حوار معنا في
   جو من الصداقة، يجعلنا نحبّه، يدعنا نتحد به، يملأ حياتنا  من حياته...

الصمت والصلاة 

* بداية الصمت العزلة عن كل ضوضاء مزعجة للنفس... ونهاية الصمت قلة الإكتراث أي ضوضاء
   وعدم التأثر بها. فيخرج الإنسان ويدخل وكله دعة وحب  دون كلمة يلفظها. 
* الرجل الصامت يحتفظ في نفسه بإلهامات سماويّة. 
* شعرة صغيرة تزعج العين، واهتمام صغير يفسد الصمت، لأن الصمت عدوّه الأفكار الإهتمامات حتى
   التي تظهر أنها للخير.
*الصمت بمعرفة هو صلاة. الصمت يحفظ حرارة القلب ويدبر الأفكار ويرصد الأعداء. الصمت هو نمو
  المعرفة ومهيّىء الأفكار الروحانيّة. 
* الذي أحب السكون فقد اقترب من الله، وكلما اقترب إليه كلما استنار منه فزاد صمته. 
* أفضل للإنسان أن يسقط من مكان عالِ على الأرض ولا يسقط من لسانه!! 
* إغلق باب المخدع على الجسد، وباب الفم على اللسان، وباب القلب عن الشهوات والأفكار
  الكثيرة. 
* أُذن الساكت تسمع من الله العجائب! 
* صاحب السكوت هو الذي يفرّ من جميع الناس بغير بغضة. 
* بالصمت تحيا النفس وتستنير بنور مجد الله فترتفع من أمامها كل اهتمامات هذا العالم الزائلة. فتتّحد
   بالله بغير إدراك. 
* في خدمتي وصلاتي ما أعرف جهداً أو تعباً لأني لا أتحرك بهواي، بل أنا أنصت فقط وأستمع إلى الروح
   القدس فيّ، فأشتعل حرارةً وحباً... وهذا هو ما قيل أن الروح القدس يصلي فينا بأنّات عجيبة لا يُنطق بها! 
* إن كان لسانك متعوّداً على كثرة الكلام فقلبك منطفئ من حركات الروح النيّرة. أما إذا كان فمك
   ساكتاً بهدوء فقلبك يشتعل دواماً من حرارة الروح. 
* إن كنت تتكلّم بلسانك وقلبك لا يتحرّك بالصلاة، فكلامك هو خسارة. 
* سكِّت لسانك ليتكلّم قلبك... وسكِّت قلبك ليتكلّم الله! 
* فالضرورة تلجئ الذين يهتمون بخلاص أنفسهم ويتشوّقون لمحبة ربنا ولتكميل وصاياه المقدّسة، أن
   يتدرّبوا على السكوت كل واحد حسب قدرته. 
* ما وجدت غبطة في الفضائل مثل أن يهدأ الإنسان ويكفّ عن جميع الأعمال ويصمت عن كل حديث.
   أما كمال هذا العمل فهو مخفى عن معرفة الكثيرين. 
* إذا انقطع الإنسان عن كثرة الحديث مع الناس، فهو يرجع إلى ذاته ويقوّم تدبير سيرته حسناً أمام
   الله. 
* كل تدبير له تمهيد بتدبير يسبقه، فالصلاة لا بدّ أن يسبقها خلوة والخلوة رفض العالم. 
* كل من هو كثير الكلام حتى ولو كان عالماً بأمور كثيرة، إعلم أنه فارغ من داخل. 
* إن كنت محباً للحق، كن محباً للصمت. فالصمت يجعلك تنير كالشمس وينقّيك من الجهل. 
* اليوم الذي لا تجلس فيه ساعة مع نفسك وتفكر في أي شيء أخطأت وبأي أمر سقطت تقوّم ذاتك لا
   تحسبه من عدد أيام حياتك. 
* هدئ حواسك الخارجيّة حتى يمكنك أن تهدئ الداخليّة. 
* السكوت يُكسب الحكمة ويجمع ملكات الفكر للمعرفة. 
* الأفضل لك أن تكون قليل الكلام مع أنك عالِم ومحنّك وذو معرفة بتجربة الأشياء داخلك، من أن
   تفيض أنهار تعاليم مع عقل مرتبك وحواس مضطربة. 
* إذا كان لسانك يغلبك فصدقني أنك لن تقدر أن تتحرّر من الظلمة التي تحيط بك. 
* إذا أردت أن تعرف رجل الله :استدل عليه من دوام سكوته. 
* قال ربنا يسوع المسيح :" أدخلوا من الباب الضيّق "؛ فما هو ذلك الباب الضيّق إلا حفظ اللسان
  من الخطأ ! إذن لنجاهد ونضع حافظاً قوياً على أفواهنا حتى لا  ننطق بنطق شرير. 
* كثيراً ما تكلّمتُ وندمت عن السكوت قط ما ندمتُ. 
* يا ليت يكون للكلام منفعة كمقدار منفعة السكوت!
* إن عندي لكم كلاماً أفضل من السكوت فاسمعوه:
   لماذا تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟
   لماذا تثقل قلوبكم؟
   لماذا تتوهمون أن هذا العالم شيء عظيم وهو غبار تذريه الريح ودخان يظهر قليلاً ثم يضمحل، ومنام
   كاذب وظلّ يحول؟
   لماذا لا تسعون نحو الغنى الحقيقي والسعادة الدائمة والخير الذي لا يتزعزع؟
 

الأب ميشيل عبود الكرملي