كلمة الأم أينيس يعقوب في حفل تطويب الأم ماري ألفونسين في الناصرة

حضرة مندوب قداسة البابا بندكتس السادس عشر،

المونسنيور أنجلو آماتو، رئيس مجمع دعاوى القديسين في حاضرة الفاتيكان،

غبطة البطريرك فؤاد طوال جزيل الاحترام

أصحاب السيادة الأساقفة المحترمين

أصحاب السلطة المدنية الكرام

حضرة الكهنة والرهبان والراهبات المحترمين

الإخوة والأخوات الاعزاء

 باسم رهبنة الوردية والبطريركية اللاتينية الأورشليمية، أحييكم وأرحب بكم جميعا شاكرة لكم حضوركم وصلاتكم معنا ومشاركتكم إيانا هذه الفرحة، فرحة رهبنة الوردية في كل أماكن انتشارها، والكنيسة اللاتينية الاورشليمة، وعائلة غطاس وكل من ينتسب لها، وعموم الشعب الفلسطيني الأبي في الوطن والمهجر، فرحة إعلان ماري الفونسين دانييل غطاس مؤسسة رهبانية الوردية الأورشليمية، ابنة القدس، طوباوية وشفيعة في السماء للكنسية جمعاء.

لقد قلت لنا يوما يا أمنا الفونسين: "يا لسعادة النفس التي تجتذب قلوب الآخرين إلى الله وتقودها إلى يسوع ومريم." ونحن نقول يا لسعادتنا، لأنكِ جذبتنا اليوم إلى هذه الكنيسة الغالية على قلب الكنيسة الجامعة، كنيسةِ بشارة الملاك للعذراء مريم، مُحيِّيا إياها بالسلام، فأحْيَتْ العالمَ بإيمانها وطاعتها. الى مدينة الناصرة، مدينة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين واليهود، حيث الخير والمحبة والتآخي والاحترام. لنقدم من خلالك الشكر لله على هذه النعمة، لكنيسة القدس وللرهبانية.

 الشكر لقداسة البابا بندكتس السادس عشر ممثلا بالمونسنيور أنجلو اماتو لقراره أن يكون التطويب في بلد الطوباويين.

 الشكر لبطريركية اللاتين التي في كنفها نشأت رهبنة الوردية وخصوصا بمساعي الأب يوسف طنوس الذي كان المرشد الروحي للام الفونسين وشريكها في التأسيس وتحقيق رغبة السيدة العذراء.

 الشكر لراهبات مار يوسف للظهور حيث تربيت وتعلمت الأم ماري الفونسين مبادئ الحياة الرهبانية.

 الشكر للجان القانونية والطبية في القدس وروما لجهودهم المضنية للوصول إلى هذه النتيجة المرضية.

 الشكر لرهبنة الدومنيكان ممثلة بالأب ريتشي الذي تبنى القضية ودافع عنها بتفان ومحبة.

 الشكر للاباء الفرنسيسكان ممثلين بحارس الأراضي المقدسة الأب بيير باتيستا الذين قدموا هذه الكنيسة الرحبة كنيسة البشارة التي تتسع لهذه الجماهير الغفيرة.

 الشكر لكهنة الرعايا الذين تعاونوا لإنجاح هذا الاحتفال البهيج ولمرافقتهم المؤمنين لحضور قداس التطويب.

 الشكر لكل الحضور الكرام وخاصة للذين قدموا من خارج فلسطين وإسرائيل وتكبدوا عناء السفر محبة للمشاركة بهذه الفرحة الروحية.

 وأخيرا شكر خاص إلى أخواتي راهبات الوردية فردا فردا لما قدمنه كل في موقعها لجعل هذا الاحتفال ممكنا، تضحياتنا أثمرت وصلواتنا استجبت. القداسة ممكنة لنسر كلنا على خطى الأم الفونسين، التي علمتنا بقلة كلامها وبلاغة صمتها وتواضعها أن العطاء والتضحية وخدمة الآخرين وحب الله والناس دونما تمييز هم فوق كل اعتبار، وأن لا نفتخر إلا بالعذاب والصليب.

 اليوم تفرح كنيستـُنا برهبنة الوردية، رهبنةٍ أرادتها العذراء لتتأمل أسرار الخلاص، أسرار حياةِ ابنِها يسوع برفقتها، وتثمرُ عطاءً في شرقنا المتألم.

 أمنا ماري الفونسين، علّمينا نحن بناتـَك، كيف نحيّي مريم كل يوم بسلامنا، ليعودَ هذه السلام سلاما حقيقيا يُزرَع في القلوب، ويُحصَد محبةً ووئاما بين كل البشر على اختلاف إيمانهم وعقائدهم ومذاهبهم.

 وتكتمل فرحتنا اليوم وغدا، بان تتكلل مساعي وجهود الخير التي تبذل من كل الأطراف، لتعود مدينة القدس، مدينة السلام، محمية بالمحبة والانفتاح وليس بالسلاح، محمية بالإرادة الحرة الساعية للمصالحة والعدالة والمساواة وليس بالقهر والقوة والانغلاق.

 نرفع صلاتنا معك اليوم أيتها الطوباوية ماري الفونسين. سائلين الرب يسوع وبشفاعة العذراء سيدة الوردية أن يحل السلام والوئام في العالم كافة وبلداننا خاصة.